القمة الجنوبية 28,500 قدم/ 8,690 متر
جبل لوتزي 27,940 قدم/ 8,516 متر
الهضبة الغربية 20,000 قدم/ 6,000 مت
قمة جبل إيفرست
29,035 قدم/ 8,850 متر

تُعد الرحلة إلى معسكر سفح جبل إيفرست القائم على الجانب الجنوبي واحدة من أكثر الرحلات شهرة في جبال الهيمالايا، ويزور هذا المعسكر آلاف الرحالة كل عام.

في عام 2015، لوحظ أن عدد الأشخاص الذين يسيرون في هذه الرحلة من مطار لوكلا إلى معسكر قاعدة جبل إيفرست بالنيبال قارب 40 ألف شخص.

من مطار لوكلا، يسير المُتسلِّقون على طريق صاعد نحو قرية نامتشي بازار عاصمة قبائل الشيربا التي تقع على ارتفاع 3,440 متراً (11,290 قدماً) والواقعة بعد وادي دود كوشي (النهر الحليبي). تستغرق الرحلة حوالي يومين للوصول إلى القرية التي تُعد محوراً رئيسياً للمنطقة. وعادة ما يستريح المُتسلِّقون في هذه المرحلة ليوم واحد بهدف التأقلم مع المكان. بعد ذلك، يرتحلون ليومين آخرين حتى يصلوا إلى قرية دينجبوش التي تقع على ارتفاع 4,260 متراً (13,980 قدماً) قبل أخذ يوم راحة آخر من أجل مزيد من التأقلم. ثم يسيرون ليومين أيضاً ليصلوا إلى معسكر سفح إيفرست عبر مستعمرة جوراك شيب، حقل مُسطَّح أسفل كالاباتار التي تقع على ارتفاع 5,545 متراً (18,192 قدماً) وجبل بوموري.

في 25 إبريل 2015، ضرب زلزال بقوة 7.8 ريختر النيبال وأدى إلى حدوث انهيار جليدي في جبل بوموري أزال معسكر السفح الجنوبي من على الوجود، وقيل أن عدد القتلي نتيجة هذا كان 19 شخصاً على الأقل.

وفقط بعد أسبوعين، في 12 مايو، ضرب زلزال ثانٍ المنطقة بقوة 7.3 ريختر، مما أدى إلى تضرر بعض المسارات المؤدية إلى معسكر سفح جبل إيفرست بسبب هذين الزلزالين وهي بحاجة إلى إصلاحات.

كانت رحلة معسكر سفح جبل إيفرست نقطة انطلاق اعتياد أي مُتسلِّق على مناخ المناطق المرتفعة وتقليل احتمالات الإصابة بدوار المرتفعات. يُقدِّم المعسكر خدمات بدائية من خيمة ودورات مياه مع أدنى حد من وسائل الراحة. ويقع معسكر سفح جبل إيفرست على ارتفاع 17,500 قدم تقريباً، وهذا بالطبع ليس بالتحدي الذي يسهُل التغلب عليه.

الموقع: يقع معسكر سفح جبل إيفرست في وادي كاهومبو، المحاط بمحمية ساجارماثا الوطنية، في جمهورية نيبال الديمقراطية الاتحادية.

عادة ما تستغرق رحلة معسكر سفح جبل إيفرست 10 أيام بالنسبة للمُتسلِّقين المحترفين، مما يُتيح لك أخذ الوقت الذي تحتاج إليه والتقدم تدريجياً حتى تتأقلم مع التغيرات في المناطق المرتفعة طوال الطريق. أما بالنسبة للهواة أو المُتسلِّقين غير المحترفين، فعادة ما تستغرق رحلة معسكر سفح جبل إيفرست 17 يوماً.

يُعد طقس منطقة معسكر سفح جبل إيفرست طقساً متطرفاً، وقد يتغير الجو في دقائق معدودة.

يُعد داء المرتفعات من الحالات المرضية الخطيرة للغاية، ويحدث نتيجة انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، وينبغي عدم الاستهانة به.

أفضل وقت تقوم فيه برحلة معسكر سفح جبل إيفرست: أشهر الربيع، أي من مارس وحتى منتصف مايو؛ وبدايات فصل الخريف، من سبتمبر وحتى منتصف نوفمبر. وتُعد أشهر الصيف رطبة للغاية للتسلُّق، كما أن السحب والضباب سيحجبان المشاهد الطبيعية لجبل إيفرست.

وأفضل طرق التأقلم مع مناخ المناطق المرتفعة شرب المياه النقية والتسلُّق يتأنٍّ حتى تُتيح لنفسك تأقلماً جيداً مع المناخ.

في آخر زلزال، تشكَّل انهيار جليدي بالقرب من قمة جبل بوموري أزال معسكر السفح الجنوبي وتدحرج عبر جزء من منحدر كاهومبو الجليدي. واكتشف فريق تسلُّق جبال من الجيش الهندي جثث المُتسلِّقين التسعة عشرة في معسكر السفح الجنوبي وأنقذوا 61 مستلِّقاً على الأقل تقطعت بهم السبل في الجبل.

أصيب 61 فرداً على الأقل وسُجِّل عشرات المفقودين في البداية، وعدد أكبر من ذلك تقطعت بهم السبل في المعسكرات القائمة في مناطق أكثر ارتفاعاً بعد أن ضلَّوا اتجاههم بحثاً عن طرق نزول آمنة.

أدت الهزَّات الناتجة عن الزلزال إلى حدوث انهيار جليدي من قمة جبل بوموري نحو معسكر سفح جبل إيفرست. وقُتل 21 شخصاً على الأقل، وأصبح أخطر الكوارث على الجبل، متجاوزاً انهياراً جليدياً آخر حدث في العام السابق.

كان جبل إيفرست يبعد 220 كيلومتراً (140 ميلاً) تقريباً شرق مركز الزلزال، وعاد معظم الأفراد -المتراوح عددهم بين 700 و1000 شخص- الذين كانوا على الجبل أو بالقرب منه عندما حدث الزلزال، بما في ذلك 359 مُتسلِّقاً كانوا عند معسكر السفح، وهذا بعد أن أجَّلوا رحلتهم في موسم 2014. وتسبب الزلزال في إحداث عدة انهيارات جليدية على الجبل وبالقرب منه.

يشعر معظم المُتسلِّقين بصداع وفقدان للشهية ونوم سيئ عند مرحلة ما. ويُعد داء المرتفعات المعتدل هذا أمراً طبيعياً (ويمكن تحمله بسهولة). ولا ينبغي أيضاً أن يستمر لفترة طويلة. هناك احتمال أن تشعر بأعراض أكثر سوءاً، ولكن علاجها اليسير هو النزول - وغالباً ما ستختفي تلك الأعراض بعد نزول بضع مئات من الأمتار.

عادة ما يكون الجو دافئاً في الفترات الصباحية، وسيكون من الرائع التجول مرتدياً شورتاً وتي شيرت. ولكن إذا كانت فترة الظهر مليئة بالغيوم، فقد تهبط درجة الحرارة إلى ما قبل التجمد بالضبط. وبالتأكيد ستهبط درجة الحرارة دون الصفر في الليل وعلى المناطق المرتفعة - حيث من المتوقع أن تصل إلى سالب 10 سيلزيوس.

إن رحلة الوصول إلى معسكر سفح إيفرست ليست أمراً هيناً. إنها رحلة استكشاف مُصغَّرة ستختبرك بأكثر من طريقة. ولكن خلال الفترة القصيرة التي تمضيها هناك سيختفي الألم تماماً، لتكتشف ما سيصبح واحداً من أكبر الإنجازات في حياتك. فبين التربيتات على الظهر والأحضان ومصافحات التهنئة، سوف تنسى نفسك وتنغمس في صمت مطبق وأنت تشاهد بإعجاب المشهد البارز أمامك - قمة العالم.

يقع نهر كاهومبو الجليدي في منطقة كومبو شمال شرق النيبال بين جبل إيفرست وسلسلة جبال وستو-نوبتسى. ومع وجوده على ارتفاع 4,900 متر (16,100 قدم) وامتداده على 7,600 متر (24,900 قدم) من منبعه، يُعد النهر الجليدي الأعلى في العالم.

يسير نهر كاهومبو الجليدي بمحاذاة الجزء الأخير من مسار أحد معسكرات سفح جبل إيفرست. يبدأ النهر الجليدي من وادي الصمت بالقرب من جبل إيفرست، ويوجد على النهر منحدر جليدي كبير -منحدر كاهومبو الجليدي- عند النهاية الغربية للجزء السفلي من وادي الصمت الجليدي.

ويُعد هذا المنحدر الجليدي أول العقبات الكبرى -ومن بين العقبات الأكثر خطورة- على الطريق الجنوبي المنحدر المألوف نحو قمة إيفرست.

تقع نهاية منحدر كاهومبو الجليدي عند الإحداثيات 27.932 شمالاً و86.805 شرقاً.

يقع منحدر كاهومبو الجليدي عند بداية نهر كاهومبو الجليدي وسفح وادي الصمت الجليدي، الذي يقع على ارتفاع 5,486 متراً (17,999 قدماً) على منحدرات جبل إيفرست، أي على مسافة ليست بعيدة فوق معسكر السفح والجهة الجنوبية الغربية للقمة.

ويُعد المنحدر الجليدي واحداً من أكثر مراحل التسلُّق خطورة على الطريق الجنوبي المنحدر نحو قمة جبل إيفرست.

يتحرك نهر كاهومبو الجليدي عبر المنحدر الجليدي بسرعة كبيرة جداً لدرجة أن صدوعاً كبيرة تتشكَّل بدون سابق إنذار، كذلك من المألوف أن تنهار بروج الجليد الكبيرة (التي يُطلق عليها السيراكس) القائمة على المنحدر الجليدي على نحو مفاجئ. ومن حين لآخر، تتدحرج قطع كبيرة من الجليد يتراوح حجمها بين أحجام السيارات والمنازل الكبيرة. وتُشير تقديراتٌ إلى أن النهر الجليدي يتقدم بواقع يتراوح من 0.9 إلى 1.2 متر (3 إلى 4 أقدام) على الجبل كل يوم.

ويحاول معظم المتسلِّقين عبور النهر الجليدي خلال الفترة الصباحية المبكرة -أي قبل طلوع الشمس- حيث يكون في حالة تجمد جزئي أثناء الليل ويكون أقل عرضة للحركة. ومع تسخين ضوء الشمس المُركَّز المنطقةَ يقل الاحتكاك بين بنية الجليد ويزداد احتمال انشقاق صدوع أو هبوط أجزاء من الجليد. وتُعد الفترة ما بين منتصف الظهيرة إلى آخرها بشكل عام أكثرَ أوقات عبور منحدر كاهومبو الجليد خطورةً.

يستطيع المُتسلِّقون الأقوياء -الذين تأقلموا مع المناخ- عبور المنحدر الجليدي خلال بضع ساعات، في حين يميل المُتسلِّقون -الذين يعبرونه لأول مرة أو الذين يفتقرون إلى الخبرة أو التأقلم مع المناخ- إلى قضاء ما بين 10 إلى 12 ساعة في العبور. وعادة، يقع "معسكر 1" على الطريق الجنوبي المنحدر لجبل إيفرست وراء قمة منحدر كاهومبو الجليدي بقليل.

إذا حُصر أحد المُتسلِّقين في انهيار جليدي أو أي حالة "تحرُّك" أخرى في المنحدر الجليدي، فالخيارات المتاحة أمامه قليلة جداً باستثناء الاستعداد لاحتمال أن يُحصر بين كتل جليدية ثقيلة أو تحركات مفاجئة لاحقة، ناهيك عن محاولة إنقاذ الآخرين. فمن المستحيل تقريباً الهروب بعيداً أو حتى معرفة أين الاتجاه الذي ينبغي للمرء الركض فيه.

يُقال أن جثث بعض الأشخاص -الذين ماتوا في المنحدر الجليدي ولم يتم العثور عليهم- تظهر عند سفح المنحدر الجليدي بعد أعوام عديدة، حيث يستمر الجليد في التحرك نحو معسكر قاعدة جبل إيفرست.

ولما كانت بِنَى الجليد تتغيَّر باستمرار، يُعد عبور منحدر كاهومبو الجليدي أمراً في غاية الخطورة. حتى عمليات العبور باستخدام السُلَّم والحبل المتمدد لا تستطيع منع إمكانية فقدان المرء حياته؛ لقد مات الكثير من الأشخاص في تلك المنطقة، مثل أحد المُتسلِّقين الذي سحقته 12 كتلة من الجليد الصلب. قد يكون من السهل تجنُّب الصدوع البارزة، ولكن قد تكون هناك بعض الصدوع مختبئة تحت جسور جليدية خطرة قد يسقط فيها المُتسلِّقون غير الحذرين.

في الساعة 6:30 صباحاً تقريباً بالتوقيت المحلي، في صباح يوم 18 إبريل 2014، فقد 16 مُتسلِّقاً نيبالياً حياتهم بسبب انهيار جليدي في منحدر كاهومبو الجليدي. ومنذ 22 إبريل، تم العثور على 13 جثة، وظلت ثلاث جثث مفقودة، واعتُبروا في عداد القتلى. كان المُتسلِّقون يُهيِّئون الطريق العابر للمنحدر الجليدي الخطر من أجل موسم التسلُّق الربيعي عندما هوى عليهم الانهيار الجليدي؛ وأصيب تسعة آخرون بصدمة قوية.

ومع مرور السنوات، أطلق المُتسلِّقون أسماءً تفصيلية على أجزاء متعددة للطريق؛ منها حقل الذرة حيث تُمثِّل قطع الجليد الكبيرة الذرة، وملعب كرة القدم الذي يُمثِّل قسماً واسعاً ومُسطَّحاً نسبياً، وقاعة الموت حيث تتدلى السيراكس مباشرة فوق المُتسلِّقين ولا مجال للهرب إذا سقط أحدها.

ليس النهر الجليدي سوى نهر من الجليد، والمنحدر الجليدي -الشبيه بمساقط المياه- مجرد منطقة يتساقط فيها ذلك الجليد المندفع من فوق جرف صخري. ينكسر ذلك الجليد إلى قطع كبيرة -يُطلق عليها اسم السيراكس- وينكسر الجليد في الأسفل مما يُكوِّن صدوعاً عميقة. إن كل شيء في وادي كاهومبو كبير في حجمه، ولهذا قد يصل ارتفاع أبراج جليد السيراكس إلى 100 قدم (30 متراً)، وقد تصبح الصدوع أخاديد عرضها 100 قدم داخل الجليد.

وعلى مدار الستين عاماً الماضية، سلك المُتسلِّقون عدداً كبيراً من المسارات المختلفة لعبور منحدر كاهومبو الجليدي.


في تسعينيات القرن المنصرم، كان مسار العبور يمر مباشرة فوق قلب هذا الوحش الجليدي. فهذا المسار تجنَّب مخاطر السقوط المستمر للقطع الجليدية على جدران الجانبين، ولكن من مساوئه أنه كان صعباً فنياً وبطيئاً.

ولكن في الأعوام الأخيرة، اختار المُرشِدون مساراً عبر المنحدر الجليدي يعانق يساره، مما وفَّر طريقاً أسرع عبر المخاطر الطبيعية.

ويُعد هذا المسار عبر المنحدر الجليدي أكثر سلاسة وسهولة، خاصة للأعداد الكبيرة من المُتسلِّقين الذين قدموا إلى الجبل في الأعوام الأخيرة بخبرة تسلُّق ضئيلة. ولكن من مساوئه الواضحة العبور بالضبط دون الأنهار الجليدية التي تنحدر على الجانب الغربي السفلي لجبل إيفرست.

وعلى مدار الخمسين عاماً الماضية، فقد عشرات الأشخاص -من المُتسلِّقين وأفراد قبيلة الشيربا- حياتهم هناك، ومع ذلك يتحمل أفراد قبيلة الشيربا العبء الأكبر من المخاطرة، فهم من يحملون معدات العملاء على ظهورهم المحنية. وفي كل موسم تسلُّق، يعبرون المنحدر الجليدي ما بين 30 إلى 40 مرة، في حين يعبره العملاء المُتسلِّقون ما بين 6 إلى 10 مرات فقط.

معسكر 1 هو منطقة واسعة مُسطَّحة من الجليد اللامتناهي والصدوع العميقة والجدران الجبلية التي تغسلها الانهيارات الجليدية باستمرار.

تُعرف المنطقة بين معسكر 1 ومعسكر 2 بوادي الصمت.

من معسكر 1، يشق المُتسلِّقون طريقهم صعوداً إلى وادي الصمت ثم إلى سفح واجهة جبل وتسو، حيث معسكر 2 أو معسكر السفح المتطور القائم على ارتفاع 6,500 متر (21,300 قدم). إن وادي الصمت هو وادٍ جليدي يرتفع برقة ويتميَّز بالصدوع الجانبية الهائلة في مركزه التي تمنع الوصول المباشر للجهات العلوية من الوادي، مما يُجبر المُتسلِّقين على العبور من أقصى الجانب الأيمن بالقرب من سفح جبل نوبتسي إلى ممر ضيِّق يُعرف باسم "زاوية جبل نوبتسي". تعود تسمية وادي الصمت بهذا الاسم إلى تضاريس المنطقة التي تمنع على العموم هبوبَ الرياح على ممر التسلُّق. إن الارتفاع الشاهق مع يوم صافٍ بلا رياح قد يجعلان وادي الصمت مكاناً حاراً إلى حدٍ لا يطيقه المُتسلِّقون.

رقعة صخرية عند سفح الجدار الجليدي لجبل وتسو. هنا يُقام معسكر 2؛ وهو مكان مذهل تماماً. تأتي السحب بكثافة من الأماكن السفلية لجبال الهيمالايا حتى الوادي وعبر المعسكر.

من المعسكر 2، يصعد المُتسلِّقون واجهة جبل وتسو على حبال ثابتة حتى المعسكر 3، الموجود عند حافة صغيرة على ارتفاع 7,470 متراً (24,500 قدم).

المعسكر هنا هو بحق عش للصقور، فهو موضوع بالضبط على حافة جدارالجبل. إن الذهاب إلى دورة المياه في الليل مهمة شاقة تحتاج إلى ارتداء المرء الملابس وحماية نفسه. إضافة إلى هذا، يُعد مجرد البحث عن مكان مناسب لقضاء الحاجة في هذه البقعة الضيِّقة أمراً شديد الصعوبة. ولكن المنظر الطبعي رائع، وأنت حتى الآن تُبلي بلاءً حسناً في طريقك نحو القمة.

لكي يصل المُتسلِّقون إلى المعسكر 3، يجب عليهم النجاح في تجاوز واجهة جبل وتسو، فتسلُّق جدار جليدي شديد الانحدار أمر يتطلب مهارة وقوة وقدرة على التحمُّل، فهو منحدِر وغادِر جداً لدرجة أن العديد من أفراد قبائل الشيربا يتحركون مباشرة من المعسكر 2 إلى المعسكر 4 من خلال الطريق الجنوبي المنحدِر رافضين البقاء على واجهة جبل وتسو.

من هناك، يبعد معسكر 4 القائم على الطريق الجنوبي المنحدر مسافة 500 متر، حيث يقع على ارتفاع 7,920 متراً (26,000 قدم). من معسكر 3 حتى معسكر 4، يواجه المُتسلِّقون تحديين إضافيين: مهماز جنيف والفرقة الصفراء. مهماز جنيف هو ضلع صخرة سوداء على شكل سندان، أخذ تسميته من الحملة الاستكشافية السويسرية في عام 1952. تُساعد الحبال الثابتة المُتسلِّقين في تجاوز هذه الطبقة الصخرية المغطاة بالثلوج. أما الفرقة الصفراء فهي قسم من صخور الرخام وفيليت والشيست المتداخلة، التي تتطلب أيضاً ما يقارب 100 متر من الحبال لتجاوزه.

عادة ما يقضي المُتسلِّقون أول ليلة لهم في منطقة الموت داخل معكسر 4، الذي يقع على ارتفاع 26,300 قدم على واجهة جبل وتسو. وتقع منطقة الموت على ارتفاع يزيد على 26,000 قدم. وبالرغم من عدم وجود أمر سحري على هذا الارتفاع، إلا أن معظم الأجساد البشرية تفقد كل قدرتها على التأقلُم عند هذا الارتفاع. وتبعاً لهذا، يبدأ جسم الإنسان ببطء في التدهور والموت، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة بـ"منطقة الموت". فكلما طال بقاء المُتسلِّق عند هذا الارتفاع زاد احتمال إصابته بمرضٍ (الوذمة الدماغية العالية الارتفاع - HACE أو الوذمة الرئوية العالية الارتفاع - HAPE) أو موته.

يقع معسكر 4 على ارتفاع 26,300 قدم. هذا هو المعسكر الكبير الأخير قبل الانطلاق نحو القمة، وفيه يقوم المُتسلِّقون باستعداداتهم الأخيرة، وهو أيضاً جنة المُتسلِّقين العائدين المُرهَقين من محاولات الوصول المُضنية للقمة (الناجحة والفاشلة). وغالباً ينتظر أفراد قبائل الشيربا أو مُتسلِّقون آخرون في هذا المعسكر المُتسلِّقين العائدين لمنحهم المؤن والشاي الساخن.

من معسكر 4، سينطلق المُتسلِّقون مخترقين "الشرفة" -الواقعة على ارتفاع 27,500 قدم- نحو "هيلاري ستيب" -الواقعة على ارتفاع 28,800 متر- وهي واجهة صخرية يزيد طولها على 70 قدماً تحمل اسم السير إدموند هيلاري الذي أصبح أول شخص يصل إلى قمة جبل إيفرست بصحبة تينزينج نورجاي في عام 1953. وتُعد صخرة "هيلاري ستيب" -التي يُمكن تسلُّقها بحبال ثابتة- عنقَ الزجاجة، حيث يستطيع مُتسلِّق واحد فقط عبورها في المرة الواحدة. ورغم أن عبور صخرة "هيلاي ستيب" ما كان ليصبح أمراً صعباً للمُتسلِّقين المحترفين لو كانت على مستوى سطح البحر؛ ولكن على ارتفاع جبل إيفرست تُعد هذه الصخرة أكثر الجوانب الفنية صعوبة في عملية التسلُّق.

أكثر درجات الحرارة برودة على قمة الجبل: -41 سيلزيوس (-42 فهرنهايت)

أكثر درجات الحرارة سخونة على قمة الجبل: -16 سيلزيوس (3 فهرنهايت)

أقصى درجة لسرعة الرياح على جبل إيفرست: 175 ميلاً في الساعة (الفئة الخامسة المُعادلة للإعصار)

قمة جبل إيفرست هي المكان الأكثر عصفاً على كوكب الأرض

سحب فريدة: سحب على شكل أعلام تتشكَّل على جبل إيفرست

أصبح السير إدموند هيلاري وتانزينج نورجاي -أحد أفراد قبيلة الشيربا- أول فردين يصلان إلى القمة الصعبة المنال في 29 مايو 1953.

فقد صعد هذان المُتسلِّقان الشجاعان عبر الطريق الجنوبي المنحدر من نهر كاهومبو الجليدي واستمرَّا في صعودهما حتى القمة من خلال سلسلة الجبال الجنوبية الشرقية. وأصبح مسارهما الآن مُفضلاً بوصفه المسار المعتاد.

تشبه قمة جبل إيفرست في وصفها "حجم طاولة غرفة الطعام"

تُغطى القمة بصخرة فوقها جليد فوقها ثلج، وتتنوع طبقة الثلج من عام لآخر.

هناك منطقة دون القمة معروفة باسم "وادي قوس قزح" مليئة بالجثث التي لا تزال ترتدي معدات شتاء لامعة الألوان.

ودون القمة ينحدر الجبل في الاتجاهات -أو الواجهات- الثلاثة الرئيسية لجبل إيفرست: الواجهة الشمالية، والواجهة الجنوبية الغربية، والواجهة الشرقية/ كانجشونج.